حوار مع: سعادة الشيخ / دعيج بن سلمان بن دعيج آل خليفة رئيس مجلس إدارة الشركة العربية لبناء وإصلاح السفن – أسري

 سعادة الشيخ دعيج بن سلمان بن دعيج آل خليفة - رئيس مجلس الإدارة

الشركة العربية لبناء وإصلاح السفن – ASRY – وهي صرح عربي يجسد العمل العربي المشترك والتعاون على المستوى الإقليمي والدولي، نرجو توضيح ما يعنيه ذلك؟

تأسست الشركة العربية لبناء وإصلاح السفن “أسري ” لتضم سبع دول عربية هي الإمارات والبحرين والسعودية والكويت وقطر بالإضافة إلى العراق وليبيا، وذلك تحت مظلة منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول ” أوابك “، بحيث تقدم خدماتها كأول حوض لإصلاح السفن في منطقة الخليج العربي، بالإستفادة من موقع الشركة بمملكة البحرين والتي كان ينظر إليها أن بها أحد أكبر أحواض السفن  لإصلاح (ناقلات النفط الخام الكبيرة جداً والضخمة). وبذلك نجحت “أسري” في تقديم خدمات الحوض الجاف لستة ناقلات كبرى تابعة لعدد من شركات النفط العالمية الرائدة والشركات المالكة لناقلات النفط الخام خلال الفترة من أكتوبر إلى ديسمبر 1977.

وكانت ناقلة النفط “أمبروزيانا” البالغ حمولتها 231.048 طناًً ساكناً، والمملوكة لمجموعة ” كارول كاميلو ” الإيطالية، هي أول سفينة دخلت إلي الحوض الجاف لشركة أسري يوم 23 أكتوبر 1977، علماً أن الحوض يمكنه إستقبال ناقلات تصل حمولاتها إلي نصف مليون طن ساكن.

ورغم المتغيرات السياسية والإقتصادية العالمية والعربية والإقليمية التي شهدتها الشركة السنوات الخمس والثلاثون الماضية، لكن شركة “اسري” حظيت برعاية كبيرة سواء من الدول السبع المالكة أو من مملكة البحرين الحاضنة لها، مما عزز من قوتها في الاستمرار والنمو المستمر والتوسع في أنشطتها داخل الأسواق العربية والعالمية، حتي أصبحت من الشركات الريادية في صناعة وإصلاح السفن، وأصبحت تشكل عاموداً أساسيا  في المشاريع العربية المشتركة.

خلال العقود الماضية تحولت شركة أسري من مجرد حوض لإصلاح سفن نقل النفط في أواخر السبعينيات إلى منشأة ضخمة يتم فيها إصلاح جميع أنواع السفن التجارية. ما نوع الخدمات البحرية وخدمات التصنيع والدعم الهندسي لصناعة النفط والغاز التي تقدمها الشركة حالياً؟

منذ سنوات، أدركنا أهمية تنويع مصادر دخل الشركة بالبدء في مشاريع ذات علاقة بعملها عبر شراكات دولية. وعليه فقد شرعت في العمل بالتعاون الوثيق مع عدد من الشركات العالمية المتخصصة على زيادة نطاق المهارات الفنية التي تقدمها ” أسري ” في مجال الإصلاحات الفنية الدقيقة والصعبة لتلبية الطلب المتنامي علي هذه الخدمات من قبل مالكي ومشغلي السفن ذات الحمولات الحديثة والمستلمة من أحواض بناء السفن الجديدة في أنحاء العالم، ولتصبح الشركة عنصراً فاعلاً في السوق العالمية لإصلاح وصيانة السفن.

ودخلت “أسري” في شراكة مع شركة جولتينز وهي أحد الشركاء الرئيسيين لأسري منذ سنوات، كما أنها الشركة الوحيدة التي تعمل فقط في مجال تقديم خدمات إصلاح وصيانة متخصصة للمحركات والمعدات التكميلية لها، وبالأخص محركات الديزل ثنائية الدورة ورباعية الدورة على المستوى العالمي.

كما قامت “جولتينز” مؤخراً بزيادة حجم المرفق التابع لها في شركة أسري من 2300 قدم مربع إلى 9000 قدم مربع، بما يتيح لها أداء المزيد من  الأعمال بمستوي متميز من الخدمة، وبما يلبي طموحات عملاء شركة أسري.

ومنذ خريف عام 2009، وبالتعاون مع شركة “وراتسيلا” المتخصصة في أعمال مراوح الدفع البحرية، وطاقمها الفني عالي المهارة في ورشتها داخل حوض أسري، أصبح ممكنا لشركة أسري تقديم خدمات الإصلاح والصيانة التالية:

صيانة المحركات وتطويرها وتحسين أدائها، ويشمل ذلك محركات الديزل التي تقوم بصناعتها، بما في ذلك تقديم قطع الغيار والخدمات الميدانية والمساندة الفنية وخدمات السلامة والمراقبة.

خدمات تصميم وتصنيع أنظمة التحكم في المحركات ولوحات المفاتيح ووحدات الطاقة ولوحات التحكم.

خدمات صيانة مراوح الدفع، ويشمل ذلك مبيعات قطع الغيار لمراوح “ليبس” وخدمات الصيانة الميدانية لتلك المراوح وغيرها من معدات أو إي إم، وكذلك الإصلاحات المعدنية لها والخدمات المتخصصة لمعدات الدفع في مقدمة السفينة.

وتعتبر شركة “ويلهلمسين شيبس سيرفسز” الإسكندنافية المتخصصة في الخدمات الفنية هي الجهة الوحيدة التي تقدم خدمات الإطفاء والسلامة داخل مرافق أسري منذ أبريل 1993، وقد توسعت في أعمالها منذ نهاية عام 2008 بإنشاء إدارة داخلية لأعمال التبريد البحري.

حققتم إنجازات كثيرة علي طريق النهوض بأنشطة الشركة، وقد تضمنت إنجازات شركتكم إرساء نشاط جديد هو قطاع المنصات البحرية، نود إلقاء الضوء علي هذا القطاع وأهميته؟

وفي إطار توجه الشركة للدخول في إستثمارات ومشاريع جديدة تساند عمل الشركة الرئيسي ولتنويع مصادر الدخل، دخلت “أسري” شراكة مع إحدي شركات توليد الطاقة البريطانية (50/50) لتكوين الشركة المشتركة “ASRY Centrex” بهدف إنتاج الطاقة من محطات توليد الكهرباء العائمة، وهي المنصات البحرية المولدة للطاقة الكهربائية، التي يشهد العالم تزايداً في الطلب عليها. وقد شهدت أسري بناء أول منصة لإنتاج الطاقة في نهاية العام الماضي، ومن المتوقع لهذا المشروع أن يحقق إضافات مالية وإقتصادية للشركة ولإقتصاد مملكة البحرين.

إستحدثتم إدارة التسويق لتدير عمليات الشركة في بحار المنافسة الإقليمية والدولية. ما هي إنجازات قطاع  التسويق لديكم، ومدى تأثيره على معدلات التشغيل، وبالتالي الإيرادات والأرباح لعام 2011؟

تتعاون شركة أسريمار، ومقرها لندن، مع الشركة العربية لبناء وإصلاح السفن “أسري” منذ نشأتها. فإلي جانب كونها وكالة لأحواض بناء السفن، تقوم أسريمار أيضاً بدور فاعل في دفع أنشطة التسويق الدولي لشركة أسري، خاصة في قطاعات أعمال النفط والغاز البحرية وسوق إصلاح القطع البحرية وأخيراً سوق محطات توليد الكهرباء العائمة.

وقد تم إنشاء شركة أسريمار برئاسة السيد جيفورد روسي في بداية عام 1975 لتتولى أعمال التسويق العالمية لشركة أسري، بديلاً عن المدراء التابعين لشركة لزناف البرتغالية والتي تعد أحد منافسي شركة أسري.

وفي شهر يناير عام 1980، آلت ملكية أسريمار إلى شركة أسري بالكامل، حيث تولى السيد جوناس سفيدبيرج، وهو خبير سويدي بمجال إصلاح السفن، مهام إدارة أعمال الشركة.

وتعمل أسريمار حالياً كوكيل لشركة أسري في المملكة المتحدة ودول البنيلوكس ” بلجيكا وهولندا ولكسمبورج ” ودول الكومنولث المستقلة وجمهوريات منطقة البلطيق وسويسرا، كما تضطلع بدور ثانوي في إنجاز أعمال المبيعات والتسويق الدولية لعدد من شركات أحواض بناء السفن العالمية، والتي لا تدخل في منافسة مباشرة مع شركة أسري.

وفي عام 2009 الذي شهد دخول 16 سفينة لحوض السفن التابع لها، حققت شركة أسريمار المرتبة الأولى في الأداء كوكيل لأحواض السفن بأوروبا، والمرتبة الثانية عالمياً بعد وكيل أحواض السفن الأمريكي. وفي عام 2010 حققت الشركة نتائج أفضل، حيث نجحت في إجتذاب 26 سفينة بغرض أداء أعمال الإصلاح لديها، بينها سفن تابعة لشركة زودياك ماريتايم في لندن، ولشركة بوربون أوفشور جرينمار السويسرية.

وفيما يتعلق بالدور الثانوي الذي تضطلع به شركة أسريمار في أعمال المبيعات والتسويق الدولية لشركات أحواض السفن العالمية،

فقد أضافت أسريمار مؤخراً إليها أحواضاً جديدة وأكبرها حوض بويارد في فارنا ببلغاريا، وفي ميناء مورسبي بجمهورية بابوا غينيا الجديدة، وحوض “سيفين شيبيارد” في ألتينوفا-يالوفا، جنوبي توزلا بتركيا.

تواجه صناعة بناء وإصلاح السفن بتحديات إقليمية وعالمية، هل تتفضلون بالتوضيح مع بيان مدي تأثير هذه التحديات علي الصناعة بصفة عامة، وعلي وضع الشركة بصفة خاصة؟