أوضاع الطاقة في هولندة

العيد الوطني لمملكة هولندا (15 ديسمبر):

أعدت مجلة عالم النفط والغاز هذا التقرير،  بالإستعانة بمطبوعات تم الحصول عليها بطريقة رسمية من سفارة مملكة هولندة بالقاهرة، لينشر بالمجلة في مناسبة العيد الوطني لمملكة هولندة. وتنتهز مجلة عالم النفط والغاز الفرصة لتهنئة معالي سفير مملكة هولندا بالقاهرة وأعضاء السفارة والشعب الهولندي بهذه المناسبة الرفيعة (ذكري توقيع ميثاق المملكة عام 1954)، متمنين لهم جميعاً المزيد من الرخاء والتقدم.

 

أوضاع الطاقة في هولندة

 

الهولنديون، مثل باقي الشعوب، لايحبون التوقف بسياراتهم فى الإختناق المرورى. ولكن صف ناقلات النفط الذي ينتظر أمام الساحل الهولندى لتفريغ حمولاتهم فى ميناء روتردام هو واحد من الإختناقات المرورية القليلة التى تفتخر بها هولندة.

 

إن هولندة تعتبر ثانى أكبر مستورد ومصدر عالمى للمنتجات البترولية، كما وأن ثلث النفط الخام المنقول إلى أوربا يتم تفريغه فى ميناء روتردام، وذلك يؤكد التميز الذي تتمتع به روتردام في أوروبا وهو الأمر الذي يشعر معه الهولنديون بالفخر.

اليوبيل الذهبى لإنتاج الغاز

لقد إكتشف أكبر حقل للغاز فى أوروبا الغربية تحت حقل أحد المزارعين عام 1959 أي منذ أكثر من 50 عاماً. ويتم إنتاج ما يقارب من 30 مليار متر مكعب من حقل غاز Slochteren، ويتم إستخراج 68 مليار متر مكعب سنوياً من جميع حقول الغاز الهولندية المجتمعة، وذلك من إحتياطى إجمالى يقدر بنحو 1.572 مليار متر مكعب وهو ما يعادل 25% من مجموع إحتياطى الغاز الأوروبى. وفى الوقت الحالى لايزال الغاز يستخرج من حقول الغاز، ومن المتوقع أن يستمر ذلك خلال ال 50 سنة المقبلة.

 

 

وتعتبر شركة NAM أكبر منتج للغاز فى هولندة، حيث أنتجت فى عام 2009 حوالي 53.3 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعى.

وتملك هولندة أحد أكبر حقول الغاز فى العالم، ويبلغ حجم إحتياطياته 2800 مليار متر مكعب، منها 60% قد تم إستخراجه بالفعل. كما تتربع هولندة علي المرتبة السادسة فى العالم في قائمة المنتجين، والمرتبة السابعة فى ترتيب شبكة مصدرى الغاز الطبيعى.

نقل الغاز:

تعتبر هولندا أيضاً واحدة من أكبر ناقلى الغاز فى أوربا. وقد بدأ هذا مع اكتشاف حقل ضخم للغاز فى خزرننجن. بعد ذلك بدأ تركيب خط أنابيب بطول 12000 كيلومتر، وهو واحد من أكبر شبكات الضغط العالى فى أوروبا. هذا الخط متصل الآن بشبكات دولية، وبذلك أصبحت هولندة مركزا لتدفقات الغاز الضخمة.

إن ثلثى الغاز الذى يتدفق فى الخطوط مخصص لعملاء أجانب. بالإضافة لذلك تستطيع هولندا أن تواجه التقلبات الموسمية فى الطلب على الغاز وبهذا تقدم “المرونة” اللازمة لتزويد العملاء فى شمال غرب أوروبا. ومع الإنتهاء قريباً من بناء محطات ضخمة للغاز الطبيعى المسال سوف تتمكن هولندة من إستقبال الغاز القادم من البلدان التى لايوجد بها إتصال عبر خطوط الأنابيب. هذه الخبرة فى مجال الغاز أتاحت الفرصة للحصول على كم ضخم من المعلومات، وإنعكس ذلك فى إنشاء معهد دلتا للطاقة ((Energy Delta Institute – EDI المشهود له عالمياًً.

 

 

 

وتقوم شركة Gasunie بالمشاركة مع شركة Royal Vopak ببناء أول محطة هولندية لإستقبال الغاز الطبيعى المسال فى روتردام. وبذلك سيمكن تخزين ما مجموعة 12 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعى المسال مع إمكانية توسيع حجم المحطة إلى 16 مليار متر مكعب.

النفط – الإنتاج والتكرير

بجانب الغاز، تقوم هولندة أيضاً بإستخراج النفط. وهنا يلعب ميناء روتردام  دوراً رئيسياً، فهو أهم ميناء فى أوروبا، ويمر منه أكثر من 100 مليون طن من النفط إلى مصافى التكرير فى شمال غرب أوروبا. ويضم الميناء خمس مصافى دولية للنفط، وأكثر من أربعين شركة للبتروكيماويات، وثلاثة منتجين للغازات الصناعية وثلاث عشرة من شركات التخزين والتوزيع. وجميع هذه الشركات ترتبط ببعضها عن طريق شبكة أنابيب طولها أكثر من 1500 كيلومتر.

إن مصفاة شل برنيس تعتبر أكبر مصفاة فى أوروبا، ويتم فيها تكرير 403 ألف برميل من نفط الخام يومياً. كما وأن ميناء البترول فى منطقة الماس (MOT) فى ميناء روتردام يعتبر أحد أكبر موانئ النفط فى العالم، ويمكن للناقلات العملاقة التى تصل حمولتها إلى أكثر من 400 ألف طن جاف أن ترسو هنا وبعمق يزيد عن 22 متراً.

خطوط الأنابيب والنقل الثقيل

يعتبر تركيب خطوط الأنابيب تخصصاً هولندياً. وتحظي شركة المقاولات البحرية (All Seas) بالريادة في السوق حيث قاموا لأول مرة فى العالم بإدخال سفينة تركيب الأنابيب Lorelay)) التى تقوم بتحديد مواقع التركيب بطريقة ديناميكية. ويتم الإستعانة بشركتى الحفر بوسكاليس (Boskalis) وفان أورد (Van Oord) للتخلص من الكثبان والتلال الرملية المتواجدة فى طرق تركيب الأنابيب وتغطيتها وتثبيتها.

وتنشط هولندة أيضاً دولياً فى مجال النقل البحرى الثقيل. وبأسطولها المكون من 20 سفينة روافع ثقيلة نصف غاطسة فإن شركة (Dockwise) تعتبر رائداً للسوق. كما وأن سفن النقل الثقيل التابعة لشركتي (Biglift Shipping) و (Jumbo Shipping) تقوم بنقل المكونات الثقيلة للصناعات بالمناطق البحرية (Offshore-Industries) والصناعات البتروكيماوية. وتملك شركة ماموث للنقل (Mammoet Transport) أسطولاً كبيراً من وحدات الرفع والمقطورات والمنصات الذاتية الدفع.

العمليات البحرية

سواء كانت الأنشطة رئيسية أو فرعية، فسوف نجد الشركات الهولندية نشطة على إمتداد السلسلة. وعلى سبيل المثال فإن شركة فوغرو (Fugro) تقوم بأبحاث الزلازل فى قاع التربة، وهي تمتلك أسطولاً كاملاً من سفن أبحاث قاع البحار. وتلعب هولندة دوراً قيادياً أيضاً فى مجال تصميم منصات الحفر البحرى.

إن منصات الإنتاج المصنوعة بواسطة الشركات الهولندية مثل (HSM Offshore) و (Mercon) و (Nami) ومجموعة التصنيع (Heerema) تؤدى عملها فى مختلف أنحاء العالم. وبالطبع، يجب تثبيت المنصات بواسطة سفن روافع عملاقة، وهنا تعتبر شركة (Heerema – HMC) للمقاولات البحرية رائدة السوق العالمية فى هذا المجال، وهي تملك أقوى سفينة روافع فى العالم (Thialf) ويمكنها أن تعوض إلى النصف. أما شركة Seaway Heavy Lifting فلديها السفينة Oleg Strasnov وهى أكبر سفينة روافع أحادية البدن فى العالم ولها طاقة رفع قدرها 5000 طن.

عمالقة هولندا يذهبون إلى الخليج

تتمتع هولند بسنوات طويلة من الخبرة فى مجال إستخراج النفط والغاز، وقد طورت نفسها لتصبح مركز حركة الغاز فى أوربا. وإن تواصل كل هذه الخبرات مع الإحتياجات فى منطقة الخليج العربى يأتي في إطار ما نسميه “التعاون مع شريك موثوق به يستطيع أن يوفر تكنولوجيا عالية”.

وهناك برنامج للقيام بزيارات كثيرة من جانب الشركات الهولندية إلي قطاع الطاقة فى منطقة الخليج في الأعوام القادمة. ويتعاون الموردون الهولنديون تحت إسم ( الحلول الهولندية للطاقة) لأجل إيجاد منفذ للدخول فى الأسواق فى المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة والدول المجاورة. والبرنامج هو مبادرة من جمعية رجال الاعمال المختصة بالمجال وهيئات أخري ويتم تمويله من وزارة الشؤون الإقتصادية.

محور الغاز لشمال غرب أوروبا

الموقع الإستراتيجى لهولندا، وإمكانية تخزين الغاز فى التربة، ووجود شبكة Gasunie والعديد من الروابط بشبكات التوزيع فى الدول المجاورة، كل تلك العوامل جعلت من هولندة “محور الغاز” فى شمال غرب أوروبا، خاصة وأن شبكة Gasunie متصلة بشبكات الغاز فى بلجيكا، والمملكة المتحدة والدنمارك والنرويج وسوف ترتبط بروسيا إبتداء من عام 2011. وهكذا، ترى هولندة لنفسها دوراً كنقطة  التقاء ومركزا لتوزيع الغاز الطبيعى فى شمال غرب أوروبا.

وتجرى الإستعدادات على أشدها للربط بخط الأنابيب الجديد لنقل الغاز من روسيا إلى ألمانيا مع خط أنابيب الشمال. وتقوم Gasunie بتوسيع شبكاتها فى هولندا. ويجرى تركيب مايقرب من 500 كيلومتر من خطوط الأنابيب ومحطات الضغط. ويقوم خط أنابيب BBL بخدمة توصيل الغاز من هولندا إلى المملكة المتحدة، وجارى زيادة قدرته من خلال تركيب محطة ضغط رابعة. كما توجد فى هولندا أيضاً إمكانية التخزين فى حقول الغاز الفارغة وكهوف الملح كما يجرى بناء محطة للغاز الطبيعى المسال فى روتردام. وبإختصار، فإن هولندا تنطلق بسرعة نحو تحويل طموحها إلى واقع ملموس لكي تكون محور للغاز شمال غرب أوروبا.

* تم إعداد التقرير بالإستناد إلي مطبوعات تم الحصول عليها بطريقة رسمية من سفارة هولندة بالقاهرة.