التراجع في أسعار النفط .. هل هو عارض ومؤقت؟ أم ممتد ومستمر؟

الامير عبد العزيز بن سلمان نائب وزير البترول السعودي: “الأسعار سترتفع”

يقول (الأمير عبد العزيز بن سلمان – نائب وزير البترول والثروة المعدنية في المملكة السعودية) أن النطاق الواسع لخفوضات الإنفاق علي الصناعة سوف يؤدي إلي تقليل الإمدادات العالمية، وهذا بدوره سيعيد الإرتفاع لأسعار الطاقة في المستقبل.

ويضيف الامير عبد العزيز بن سلمان: “ومثلما لا تستمر أسعار النفط المرتفعة علي حالها، فإن الأسعار المتدنية لا تستمر علي حالها لأنها ستؤدي لتراجع الاستثمارات النفطية، وتؤدي إلي سيادة مناخ عدم اليقين بشأن كفاية الإمدادات في المستقبل، وهذا سيدفع الأسعار للصعود بحدة مرة أخري. ولأن المملكة العربية السعودية منتج مسئول وملتزم بعيد النظر واسع الأفق، ولذلك فإنها ملتزمة بالاستمرار في الاستثمار في قطاع النفط والغاز برغم تراجع أسعارهما حالياً”.

"لقد تراجعت أسعار النفط بنسبة 42 ٪ في العام الماضي، وقادت المملكة السعودية منظمة الدول المصدرة للبترول في الحفاظ على الإنتاج في مواجهة وفرة الإمدادات العالمية، كبديل عن إفساح المجال أمام زيادة تدفق الإنتاج من النفط الأمريكي . والامدادات من خارج المجموعة المكونة من 12 عضوا سيبدأ في الانخفاض في العام القادم وسوف تتسع رقعة الإنخفاض بعدها"

ويري الأمير عبد العزيز أيضاً أن تأثير عدم الإستقرار الحالي في أسعار النفط لم يعد قاصراً علي قطاع النفط وحده، بل إن آثاره غير المباشرة طالت أجزاء أخري من منظومة الطاقة مثل الغاز الطبيعي والطاقات المتجددة.

وأضاف أن الطلب علي النفط من المتوقع أن يبلغ 94 مليون برميل يومياً هذا العام بزيادة 1.5% عن العام السابق، وأن 2 مليون برميل يومياً من فائض طاقات الإنتاج خاصة في المملكة السعودية قد يتم إيقاف إنتاجه.

يقول الدكتور إبراهيم المهنا  وهو أحد المستشارين الكبار لوزير النفط السعودي علي النعيمي أن الأسعار تتماسك الآن حول 55-60 دولار للبرميل، وأن التراجع في أسعار النفط مؤقت ولن يلبث أن يزول بفعل تدعم الطلب وتماسكه.

ويضيف المهنا: “إنني متفائل جداً بشأن عودة الأسعار للإنتعاش، وإن مشاكل النفط العالمية الراهنة مؤقتة وتأثيرها علي النظام العالمي محدود” ولكنه لم يحدد موعداً لعودة هذا الإنتعاش.

وفي مؤتمر صحفي عقد بأبوظبي مؤخراً صرّح سهيل المزروعي وزير الطاقة بدولة الإمارات العربية بأن أسعار النفط ستعاود التحسن، وأن العام القادم قد يشهد هذا التحسن.

الجدير بالذكر أن بعض المحللين الاوروبيين وأصحاب القرار في أوروبا يتبنون نفس وجهة النظر المتفائلة بشأن الأسعار. ففي النرويج والتي يبلغ إنتاحها في الوقت الراهن حوالي 1.56 مليون برميل يومياً، ويستهدف إضافة 5 مليار برميل لاحتياطياته النفطية، وسيبدأ الانتاج عام 2019 من حقل Johan Sverdrup وهو خامس أكبر الاكتشافات في الجرف القاري النرويجي، فقد صرّح “تورد لين” وزير البترول في النرويج “إن سعر 40 دولار لبرميل النفط لا يمكنه أن يستمر، وسوف ترتفع الاسعار مع تراجع كميات المعروض من النفط في الاسواق”.