الاتفاق على معدلات إنتاج النفط.. السعودية وروسيا عند مفترق طرق

أعلنت روسيا قبل أيام أنها لن تدعم المزيد من التخفيضات في إنتاج النفط من مجموعة أوبك بلس. وأعقب ذلك تراجع ملحوظ في أسعار النفط الخام لتبلغ اليوم 37 دولار للبرميل (خام برنت). وليس هناك ما يحول دون استمرار التراجع في الأسعار لتبلغ مستويات أسعار عام 2016 عندما كانت السعودية تقود دول منظمة أوبك باتجاه خفض أسعار النفط مستهدفة إيقاف إنتاج النفط الصخري الأمريكية وإخراج منتجيه خارج نطاق السوق.

ويتوقع العديد من خبراء الصناعة أن أسعار النفط قد تواصل مسارها في الانخفاض، وخصوصاً بعدما بدأت حرب الأسعار بين أقطاب مثلث كبار منتجي النفط  (السعودية والولايات المتحدة وروسيا)، وتدفق كميات جديدة ضخمة من النفط إلى السوق المتخم أساسًا بالمعروض متزامنًا مع تراجع الطلب الناجم عن تأثيرات فيروس كورونا.

ويري بعض المحللين (مركز الشرق الأوسط لمعلومات الطاقة) أن الأسعار قد تتراجع عن مستواها الحالي البالغ 37 دولارا لخام برنت لتستقر عند 32 دولارا للبرميل خلال شهور الصيف لعام 2020، ويستند ذلك إلى احتمالات تماسك الطلب على النفط بفعل نجاح الجهود الدولية لمحاصرة سلبيات انتشار فيروس كورونا.

ولا شك أن التراجع الحالي في أسعار النفط سيضر بجميع المنتجين. وبالنظر إلي موازنات الدول المنتجة، ستكون السعودية أكبر المتضررين لأن سعر التعادل في الميزانية السعودية يبلغ 84 دولارًا لبرميل خام برنت، بينما ستكون روسيا في وضع أفضل نسبيًا لأن سعر التعادل في ميزانية روسيا 40 دولارًا لبرميل خام برنت، وسيكون أقلهم تضررا هم منتجوا النفط الصخري الأمريكي والذين يمكنهم الاستمرار بالإنتاج حتى لو تراجعت الأسعار إلى 35 دولارًا للبرميل.

وربما تكون الولايات المتحدة باعتبارها مستهلك ضخم للنفط مستفيدة من انخفاض أسعاره، لأن ذلك قد يجر وراءه تراجع أسعار البنزين في السوق الأمريكي مما يعزز من فرص الرئيس الأمريكي في عام الانتخابات.