محاضرة لمصمم “برج خليفة” عن “إنشاء لغة العمارة: فلسفة التصميم الهيكلي” في “مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية”

نظمت جامعة خليفة بالتعاون مع “مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية”، محاضرة للسيد وليام بيكر مصمم “برج خليفة” في دبي، شريك الهندسة الإنشائية لشركة “سكيدمور” و”أوينغز” و”ميريل” الأمريكية بعنوان “إنشاء لغة العمارة: فلسفة التصميم الهيكلي”، ألقاها مساء الثلاثاء الماضي في “قاعة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان” في مقر المركز في أبوظبي.

 

وأشاد السيد بيكر في مستهل المحاضرة، بتسارع وتيرة عمليات التنمية المستدامة في دولة الإمارات العربية المتحدة، ولاسيما تلك التي تتعلق بالبنى التحتية وتطور فن العمارة الحديثة في جميع أنحاء الدولة، وأعرب عن تقديره لسعادة الدكتور جمال سند السويدي، مدير عام “مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية”، لاستضافته لإلقاء المحاضرة، ولما يوليه من اهتمام واسع بالقضايا الدولية وموضوعات التنمية المستدامة.

 

وإستعرض السيد بيكر في المحاضرة التي حضرها حشد كبير من الجمهور والمهتمين، تجربته الشخصية والعلمية طوال فترة تشييد “برج خليفة” كأعلى ناطحة سحاب في العالم، منذ لحظة وضع حجر الأساس وتصميم الدعامات الهيكلية إلى لحظة الافتتاح، مشيراً إلى التحديات التي واجهت فريق العمل، وكيف قدّمت قيادة الدولة الحكيمة، الدعم المطلق، ولاسيما أن القرار قد اتُّخذ في بادئ الأمر بأن يكون البرج أعلى من برج تايوان بعشرة أمتار؛ أي ما يزيد على 500 متر بقليل، لكن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، كان يدفعنا ويحثنا على خوض التجربة بثقة عالية باتجاه تخطي برج تايوان بأرقام قياسية، وهذا ما حدث ليصل إلى الارتفاع الشاهق وهو 828 متراً، وليغدو “برج خليفة” الأيقونة الرمزية لدولة الإمارات العربية المتحدة في دبي، وأعلى صرح معماري في كل أرجاء المعمورة.

 

وعن رؤيته لفن العمارة، نصح السيد بيكر جميع المهندسين، ولاسيما في دولة الإمارات العربية المتحدة، أن يتخلوا قليلاً عن الأجهزة الحاسوبية والبرامج الخاصة بتصاميم الهياكل، لأنها ستُفقد المهندس إبداعه وتجعله أسيراً لما هو موجود، في وقت يُعد فيه فن العمارة فناً لا حدود له، وبالإمكان الإبداع فيه أكثر مما هو موجود في البرامج الحاسوبية وشبكة المعلومات الدولية “الإنترنت”، مشيراً إلى أن المهندس وهو يمارس فن العمارة، عليه التركيز على الأولويات في كل من: الاقتصاد في النفقات، والبساطة والجمالية والرونق والانسجام والتناسق في الأشكال والحجم والألوان، ومراعاة البيئة من حيث الاقتصاد بالطاقة وتجنب الانبعاثات الكربونية، والكفاءة العالية للتصاميم العقلانية، وأن يكون المهندس مستوعباً لشكل التصميم، وأن تتجسد لديه صورة الشكل النهائي منذ اللحظة الأولى للتصميم، مع ضرورة أن يعطي المهندس التصميم اسماً معيناً وصفات محددة قبل الانتهاء من العمل فيه.