انهيار أسعار النفط يغري الولايات المتحدة بزيادة حجم مخزونها الاستراتيجي

تهاوت أسعار النفط في الأيام الأخيرة وبلغت مستويات غير مسبوقة. ويشجع ذلك علي زيادة حجم المخزونات بشراء النفط المعروض في الأسواق بأثمان زهيدة، طالما توفرت الأماكن المناسبة لتخزينه.

وفي هذا الإطار أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب أن الولايات المتحدة تدرس زيادة الاحتياطي البترولي الاستراتيجي للولايات المتحدة بكمية تصل إلى 75 مليون برميل من النفط الخام، وبالطبع فإن ذلك يتوقف علي إيجاد الحكومة لأماكن تخزين كافية ومناسبة.

الجدير بالذكر أن احتياطي النفط الإستراتيجي هو مخزونات نفطية يمكنها تلبية احتياجات الولايات المتحدة للنفط ومشتقاته لفترة زمنية تبلغ 3 شهور في حالة تعرض الامدادات لانقطاع لسبب من الأسباب. وهناك تشريع أصدره الكونجرس الامريكي عام 1975 يلزم الحكومة الفيدرالية بإنشاء مواقع لتخزين كميات من الخام كافية لتأمين الطلب عليه في مواجهة المخاطر الحادة. وبالإضافة للمخزونات الفيدرالية تقوم الشركات العاملة في مجال الطاقة بتخزين كميات خاصة بها توازي في مجملها كميات المخزون الفيدرالي.

وسوف يسهل عملية زيادة الاحتياطي البترولي الاستراتيجي للولايات المتحدة هذه الآونة أن سوق النفط يشهد انهيارا في أسعاره، خاصة بعد أن تحولت العقود الآجلة للنفط الأميركي لأقرب استحقاق أثناء تعاملات الاثنين 20 أبريل إلى سلبية للمرة الأولى في التاريخ. وبالنسبة للعقود الآجلة تسليم شهر يونية 2020 فقد تراجعت هي الأخري إلي 25.43 دولار للبرميل لخام مزيج برنت، وإلى 20.43 دولار للبرمي للخام الأميركي.

ومع تراخي الطلب العالمي الفعلي على النفط بسبب ما أحدثته أزمة كورونا من توقف للنشاط، أصبحت الأسواق متخمة بفائض الإمدادات المعروضة. ويبدو أن هذا الوضع قد يستمر لشهور أخري قادمة لأن الانشطة الاقتصادية معطلة وجمهور المستهلكين حول العالم يلزمون منازلهم بهدف الحد من إنتشار فيروس كورونا المستجد.