شركة نفط الكويت تصدر شحنات كبيرة من مشروعها الاستراتيجي للنفط الثقيل

برغم ما یشكله النفط الثقیل من تحد للشركات والدول المنتجة له، وذلك لصعوبة استخراجه والتعقیدات التي تتسم بها مكامنه، تنفذ شركة نفط الكويت في منطقة الرتقة بشمالي البلاد أحد أكبر المشاريع وهو مشروع “النفط الثقیل” الذي يعتبر جزء أساسیا من استراتیجیة مؤسسة البترول الكویتیة 2040.

 تم اكتشاف النفط الثقیل لأول مرة في الكویت عام 1979. واستغرق المشروع حوالي عشر سنوات من العمل الشاق ليكتمل، وهو يعد من أكثر المشاریع صعوبة وتعقیدا في تاریخ شركة نفط الكويت. وقد حددت استراتیجیة الشركة إنتاج 60 ألف برمیل من النفط الثقیل یومیا من حقل جنوب الرتقة كمرحلة أولى، على أن تتم معالجة ھذا الخام في مصفاة الزور الجدیدة، للإسھام في إنتاج الوقود البیئي المنخفض الكبریت وتزویده لمحطات تولید الكھرباء في الكویت.

 وتكمن أهمية المشروع لكونه يستغل المخزون الكبير من النفط الثقيل بطريقة رشيدة تعتمد علي تكريره وبيعه محليا، وذلك سيخفض كميات الاستهلاك المحلي من المواد المكررة من خام التصدير الكويتي، بحيث تكون متاحة للتصدير في السوق العالمية بعوائد مالية أكبر.

 يقول الرئیس التنفیذي لشركة نفط الكویت المهندس عماد سلطان أن الشركة قامت بتشغيل مشروع النفط الثقيل «فارس السفلي» لإنتاج 60 ألف برميل يومياً في فترة دقيقة خلفتها جائحة كورونا المستجد علي صعيد العالم كله. وأضاف أن یوم 22 مایو الماضي یعد یوما ممیزا في تاریخ صناعة النفط الكویتیة، حیث حققت مؤسسة البترول الكویتیة، ممثلة بشركة نفط الكویت وقطاع التسویق العالمي إنجازا مھما من خلال تصدیر أول شحنة من النفط الخام الثقیل للسوق العالمية.

 وفي يوم 17 أغسطس 2020 صرح الرئيس التنفيذي في نفط الكويت عماد سلطان: “تمكنت الشركة وبالتنسيق مع مؤسسة البترول الكويتية من تصدير 4 شحنات من النفط الثقيل وبأسعار تنافسية”. وأوضح أن الكويت كانت تقتصر لعقود من الزمن على إنتاج نفط التصدير الكويتي، ولكنها أصبحت الآن قادرة على تصدير نوعين آخرين من النفوط الخام وهما النفط الخفيف عالي الجودة والنفط الثقيل الكويتي ما يتيح للبلاد مرونة كبيرة في تسويق هذه الأنواع بحسب متطلبات السوق العالمية.

 وأضاف سلطان “لقد حققت شركة نفط الكويت وبالتعاون مع مؤسسة البترول الكويتية نجاحات عديدة على مختلف الأصعدة مؤخرا، ومنها ما حققته من نجاحات مبهرة في إنتاج الغاز الحر وتحقيق الأرقام المستهدفة العام الماضي، مما ساهم في تلبية احتياجات السوق المحلي من الغاز برغم خفض إنتاج النفط تماشيا مع اتفاق “أوبك” الأخير”.