ضمن “رؤية عمان 2040″، التي تستهدف التوسع في مشروعات الطاقة بالتركيز علي النفط والغاز، وضعت سلطنة عمان خطة إستراتيجية شاملة لتنويع مصادر الدخل وجذب الاستثمارات.
وفي هذا الإطار، أعلن جهاز الاستثمار العماني تدشين 13 مشروعًا عبر شركاته التابعة، بالتزامن مع احتفالات سلطنة عمان بالعيد الوطني الـ51، باستثمارات تُقدَّر بنحو 3.5 مليار ريال عماني (9.09 مليار دولار). وتتوزع المشروعات على مجموعة من القطاعات، تتصدّرها الطاقة واللوجستيات والأمن الغذائي والصناعة التحويلية والتعدين والخدمات الصحية والسياحة.
يقول نائب رئيس جهاز الاستثمار العماني للعمليات، ناصر بن سليمان الحارثي، إن المشروعات تُجسّد إستراتيجية جهاز الاستثمار العماني وأهدافه التي تتواءم مع الرؤية المستقبلية عُمان 2040، وتعزز الجهود الرامية إلى التنويع الاقتصادي للسلطنة، واستقطاب الاستثمارات إليها، إلى جانب دعم القطاع الخاص من خلال الشراكة معه؛ الأمر الذي ينتج عنه المزيد من فرص العمل للمواطنين، وتحقيق الاستدامة المالية.
وأوضح الحارثي أن المشروعات تتوزع على عدد من المحافظات، وتعطي مؤشرًا مهمًا على عودة اقتصاد سلطنة عمان إلى التعافي بعد جائحة كورونا، وتؤكد النمو المتسارع الذي يشهده في مختلف المجالات.
ويتصدر مشروع مجمع ميناء صحار الصناعات التحويلية والطاقة المشروعات، إذ جرى افتتاح مجمع لوى للصناعات البلاستيكية في ميناء صحار، الذي يعمل على توظيف أحدث التقنيات الصناعية. ويتكون المجمع من محطة استخلاص سوائل الغاز الطبيعي المسال، ووحدة التكسير البخاري، ومصانع البوليمر، بما يلبي احتياجات الطلب المتزايد في السوق العالمي.
وفي صلالة يستهدف مشروع غاز النفط المسال تحقيق قيمة مضافة من الغاز العماني، من خلال تحويله إلى منتجات غاز النفط المسال. وقد نجح فريق المشروع في إنتاج وتصدير 3 شحنات تجاريًا حتى الآن من البروبان والبيوتان والمكثفات، مع الاستمرار بنجاح في تحميل صهاريج غاز النفط المسال للاستجابة للطلبات المحلية.
أمّا مشروع منشأة فحم الكوك النفطي في المنطقة الحرة بصحار، فتصل قدرته الإنتاجية إلى 500 ألف طن سنويًا، وهي قابلة للزيادة في مراحل لاحقة. كما سينتج المشروع 24 ميغاواط من الكهرباء بصفة منتج ثانوي، إذ سيسهم في سلاسل التوريد لقطاعي الألمنيوم والبتروكيماويات، ويزيد التكامل لما يحقق قيمة محلية مضافة.
وبالتزامن مع خطط السلطنة للتوسع في مشروعات الطاقة المتجددة وهي تستهدف توليد 20% من الكهرباء من مصادر متجددة بحلول عام 2027، انطلق مشروع محطة عبري للطاقة الشمسية لتشجيع استخدام الطاقة المتجددة في تلبية الطلب على الكهرباء.
في إطار تنويع مصادر الاقتصاد، يعمل مصنع كروة للحافلات الذي تم بالشراكة بين سلطنة عمان وقطر لتوطين أحدث أنواع التقنيات لتصنيع وتجميع الحافلات. وكانت السلطنة قد دشّنت، مؤخرًا، أول حافلة من إنتاجها بالشراكة مع دولة قطر، في مشروع تستهدف مراحله الأولى تصنيع حافلات لمونديال كأس العالم 2022.
وتحمل الحافلة الجديدة العلامة التجارية “سلام”، وعبارة “صُنِع في سلطنة عمان”. وستقوم الشركة في المرحلة الأولى بصناعة 3 أنواع من الحافلات، وهي حافلات المدارس المطورة وحافلات النقل بين المدن وحافلات النقل في المدينة بالمواصفات القياسية الخليجية. ومن المتوقع أن يساعد المشروع في بناء المعرفة التقنية في قطاع السيارات، وأن يسهم في تطوير مجموعة الصناعات الأولية المغذية لصناعة السيارات بالسلطنة.