السعودية تنذر شركات النفط الغربية: خفضوا تكاليفكم أو إرحلوا من صناعة النفط

قال علي النعيمي، وزير النفط السعودي وأقوى رجال النفط في العالم أمام الحاضرين في مؤتمر “IHS CERAWeek” بهيوستن قبل أيام: “الظروف تبدو قاسية، وهي بالفعل كذلك لسوء الحظ، ولكن هذه هي الطريقة الأكثر فعالية لإعادة التوازن بالأسواق”.

هكذا نقل الوزير السعودي علي النعيمي رسالته القاسية إلى المديرين التنفيذيين في معرض الحديث عن طوق النجاة من أسعار النفط الهابطة، موجهاً حديثه إلي منتجي النفط ذوي التكلفة العالية والذين يجلس منهم الكثير في قاعة المؤتمر بهيوستن “ليس أمامكم سوي خفض التكاليف أو الإستدانة أو تصفية العمل”.

يقول خافيير بلاس و جو كارول من “بلومبرج” عن مؤتمر “IHS CERAWeek” بهيوستن أن رسالة وزير النفط السعودي علي النعيمي تعني تخفيض أكبر للإنفاق وتسريح المزيد من عمال التنقيب وتعطيل منصات الحفر.

وفي حلقة نقاش، صرّح “مارك بابا” الرئيسي التنفيذي السابق لشركة EOG Resources والذي ساعد في إنشاء ودعم صناعة نفط الشيل لسنوات طويلة قائلا أن هناك أكثر من 70 شركة منتجة للنفط في أمريكا الشمالية يواجهون صعوبات وديون ثقيلة، وأن شركات إستكشاف نفط الشيل ستضطر للتوقف في الأشهر القادمة، وسط موجة من عمليات إعادة الهيكلة والإفلاس، في حين سيكون الناجون منهم أكثر تحفظا.

وبالطبع سيتبع ذلك موجات أوسع من المشاكل في نطاق صناعة الطاقة الأمريكية، حينما يبدأ إنخفاض الإنفاق وارتفاع الديون وتسريح العمال في الانتشار إلى القطاعات الأخري المجاورة والمرتبطة حتي يظهر تأثيرها في الشارع الرئيسي، جنبا إلى جنب مع إمتداد التأثير من البنوك الإقليمية لاقتصاديات فنزويلا والبرازيل. وبالنسبة لصناعة النفط نفسها، فإن التحذير يحمل بين طياته المزيد من الاوقات العصيبة من الناحية المالية.

وأعلن وزير النفط السعودي على النعيمي للمديرين التنفيذيين في هيوستن أن المملكة العربية السعودية تعتقد أن تجميد إنتاج النفط، حسب ما تم الاتفاق عليه مؤخراً مع روسيا، سيكون كافياً لتحقيق التوازن في السوق. ومع مرور الوقت، ستتقلص أعمال منتجي النفط ذوي التكلفة العالية، وسوف يبدأ الطلب المتزايد في ابتلاع زيادة المعروض ببطء. ويؤكد النعيمي علي أن إتفاقية التجميد لا تعني “خفض الإنتاج” ولكنه مجرد تثبيت لمستوي الإنتاج علي ما هو عليه. وترى الوكالة الدولية للطاقة أن هذا يعني عامين آخرين من انخفاض الأسعار.

لقد واجه النعيمي وبقوة في هيوستن نفس الأشخاص الذين تحاول السعودية إبعادهم عن الملعب، من منتجي الشيل في داكوتا الشمالية إلي منتجي النفط من المياه العميقة في البرازيل ومروراً بمنتجي النفط من رمال القار الكندية، وهم جميعا يحتاجون لأسعار أعلى بكثير من المستويات الحالية ليستمر إنتاجهم وليتمكنوا من تحقيق أرباح. وعلى مدار العام والنصف الماضيين، كان المذكورين جميعاً يتصارعون من أجل البقاء بعد أن دفع النعيمي منظمة الأوبك إلى حرب أسعار ضد المنتجين ذوي التكلفة العالية.

ويصرّ النعيمي على أن السعودية لم تكن تحارب نفط الشيل أو رمال القار أو أي من النفوط الاخري، فقد كان واضحا في هدفه حين قال أمام الحضور “إننا نقوم بما يقوم به كل من يمثل صناعة أخرى في هذه القاعة، وأن حرية وكفاءة السوق سوف تحدد أين يستقر سعر النفط علي منحني التكلفة”.

الجدير بالذكر أن الأوبك التي تنتج نحو 40٪ من إمدادات النفط في العالم، قد تجاهلت تدفق نفط الشيل في البداية، ثم أدركت في وقت لاحق قوة هذا المصدر عندما تشبعت الأسواق بالمعروض منه. واليوم تحاول أوبك التأقلم مع تدفق الشيل للأسواق بعد أن تفاجأت بمرونة هذا المصدر في مواجهة إنخفاض أسعار النفط.