المتغيرات الدولية تلقي بظلالها علي قطاع النفط والغاز العربي

توقعت الوكالة الدولية للطاقة زيادة الطلب العالمي علي النفط الي نحو 102 مليون برميل يوميا في هذا العام 2023، وذلك بسبب  زيادة استخدام النفط في توليد الكهرباء بدلً من الغاز الذي تعثرت إمداداته من روسيا الي أوروبا، بالإضافة الي التحسن النسبي بالأدء الاقتصادي في الدول الكبرى برغم العوامل غير المواتية ومنها زيادة التضخم.

 

ولكن مخاوف الدول الغربية تتصاعد  بسبب ما قد يتعرضون له في الشتاء القادم من نقص في امدادات النفط، خاصة والمواجهة بين روسيا والغرب بشأن الحرب الأوكرانية لا زالت مستمرة، ولأن الزيادة الموسمية في الطلب علي الطاقة خلال فصل الشتاء قد ظهرت بوادرها.

 

 

وعلي الجانب الآخر هناك قصور في إمدادات النفط العالمية بسبب ظروف الحرب بين روسيا وأوكرانيا بالإضافة الي ما تقوم به مجموعة أوبك+ من تقييد لاستخدام طاقات الإنتاج الفائضة، والتنسيق الكامل بين أكبر المنتجين فيها (السعودية وروسيا) علي تقليص إنتاج النفط، وكلها عوامل ستؤدي – مع زيادة الطلب – الي رفع أسعار الطاقة وزيادة فرص حدوث التضخم وتراجع معدلات النمو الاقتصادي العالمي.

 

ومؤخرا تخطت أسعار النفط حاجز 90 دولار للبرميل، ومن المرجح أن تواصل ارتفاعها وتتخطي مستوي 100 دولار للبرميل في شهور الربع الرابع 2023 (أكتوبر ونوفمبر وديسمبر) بسبب إتفاق السعودية وروسيا علي تمديد تخفيضات الإنتاج الطوعية منهما بمعدل مليون برميل يوميا من السعودية و 300 ألف برميل يوميا من روسيا حتي نهاية هذا العام 2023، مستهدفين لخفض المخزونات العالمية بشكل أكبر وذلك لدعم أسعار النفط باتجاه الصعود.

 

الجدير بالذكر أن تخفيض الإنتاج وما تبعه من زيادة في الأسعار لم يلق قبولا من الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية التي انتقدت التعاون الوثيق بين السعودية وروسيا علي خفض الانتاج، مثلما انتقدت أن تشن روسيا حربها علي أوكرانيا وتستخدم إمدادات الغاز الطبيعي وسيلة للضغط علي أوروبا.

 

كما تري الوكالة الدولية للطاقة أن الهدف الرئيسي لتخفيضات الإنتاج المتعاقبة مؤخرا من مجموعة (أوبك+) هو السعي لزيادة أسعار النفط، وليس ما يصرح به قادة أوبك من أن التخفيضات بهدف المحافظة على استقرار السوق وتوازنه.

 

ويتناول هذا العدد من مجلة عالم النفط والغاز، ما يحدث من تطورات في دول النفط العربية في خضم هذه الظروف العالمية. ويتم التركيز فيه علي أهم التطورات بقطاع النفط والغاز في عشر دول عربية منتجة للنفط، منها ثلاثة دول في شمال أفريقيا (هم مصر وليبيا والجزائر)، وسبعة دول في منطقة الخليج العربي (وهم السعودية والبحرين والإمارات وقطر والكويت وعمان والعراق).

 

أتمني أن يكون هذا العدد من المجلة مرضيا لمن ينشد متابعة التطورات والمستجدات في قطاع النفط والغاز بالمنطقة العربية.

 

كما أتوجه بالشكر لكل من ساعد في إنجاز العدد سواء من العاملين داخل المجلة، أو من المنتسبين لها داخل مصر وخارجها في الدول العربية والأجنبية.

 

محمد حسن سالم

الرئيس التنفيذي – مجلة عالم النفط والغاز