(English) An Era of Energy Insecurity: The Global Oil Market in its New Geopolitical Context

حقبة انعدام أمن الطاقة:

سوق النفط العالمية

في إطار معطياتها الجيوسياسية الجديدة

د. بيير نويل

نحن نشهد حقبة جديدة ينعدم فيها أمن الطاقة. وهذا الموضوع يتصدر الحديث عن الطاقة منذ عقد من الزمان. كما أنه الفكرة المهيمنة في الولايات المتحدة، وبدرجة أقل في أوربا. أما في آسيا فالوضع مختلف تماماً. ومن المستبعد عودة الشعور بالثقة، ولكن من المستبعد أيضاً أن تسود الفوضى قطاع الطاقة.

ولا تفتأ الولايات المتحدة الأمريكية تتحدث عن الاستقلال في مجال الطاقة والاستقلال عن الشرق الأوسط. وهذا نتيجة للعديد من الصدمات والاتجاهات. أما الصدمات، فهي تشمل هجمات 11 سبتمبر التي زادت من الرغبة في تقليل الاتصال بين الولايات المتحدة الأمريكية والشرق الأوسط، وارتفاع أسعار النفط في العقود الماضية، وكذلك في أعقاب إعصار كاترينا، وتسرب النفط مؤخراً في خليج المكسيك. وأما الاتجاهات التي تسهم في انعدام أمن الطاقة، فهي عدم تجديد شركات النفط العالمية لاحتياطياتها، والطلب الكبير المحتمل من الاقتصادات الناشئة، وأثر تغير المناخ العالمي، وعدم اتخاذ إجراءات دولية منسقة، مما يؤدي إلى أزمة طاقة ذات طبيعة جديدة كلياً.

وتساهم بعض الاتجاهات الهيكلية طويلة الأجل في تضخيم هذه الاتجاهات الثانوية. فهناك أولاً شحّ في النفط عند النظر إلى الزيادة السريعة في الطلب العالمي على الطاقة، حيث لا تتماشى الاكتشافات النفطية الجديدة مع تزايد الاستهلاك. وثانياً، هناك تغيّر في التنوع الجغرافي لإمدادات الطاقة العالمية مع تركز الإنتاج بصورة متزايدة في منطقة الخليج. وهذا التركز جعل السعر الحقيقي للنفط مرتبطاً على الدوام بحصة الدول المنتجة في الشرق الأوسط من السوق. وهذا هو مفتاح نظام الطاقة الجديد الذي تستعيد فيه منظمة الدول المصدرة للنفط (الأوبك) قوتها. وثالثاً، كان هناك سوء تقدير كبير لنمو الطلب في البلدان النامية، فعند دراسة الطابع الجيوسياسي المتغير للدول المستهلكة بشكل واقعي، يتضح أن آسيا ستكون اللاعب الأبرز في سوق النفط.

يتعين على الولايات المتحدة الأمريكية إعادة تقويم سياساتها الخاصة بالطاقة، وخاصة في الشرق الأوسط. كما أن التعاون بين الولايات المتحدة والصين سيعود بفائدة كبيرة. ويمكن ضمّ الأسواق الناشئة إلى هذا النظام التعاوني الدولي للطاقة لضمان عدم انهيار أمن الطاقة.

استطاعت الصين المشاركة في سوق النفط على نحو سلس جداً. وهي تعتمد كلياً على السوق للحصول على احتياجاتها اليومية من النفط، بالإضافة إلى شراء الاحتياطيات الاستراتيجية . ولكنها برغم الدور الذي تلعبه الحكومة في هذا المجال، لم تستخدم وارداتها لفرض قوتها العسكرية. وهذا يوحي بأن الولايات المتحدة والصين تتعلمان التعاون لضمان أمن الطاقة المشترك.